عامان على طوفان الأقصى.. مكاسب الفلسطينيين وخسائرهم

عامان على طوفان الأقصى.. مكاسب الفلسطينيين وخسائرهم

2025-10-07
182 مشاهدة

مضى عامان كاملان على إطلاق فصائل المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى، التي استهدفت الوحدات العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في محيط قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ليتطور المشهد لاحقاً لحرب إسرائيلية مفتوحة على القطاع.

مع اكتمال العام الثاني للمواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، تبلورت بشكل أوضح بعض المكاسب السياسية والدبلوماسية التي حققتها القضية الفلسطينية، أولها موجة الاعتراف الدولية بدولة فلسطين شهر أيلول/ سبتمبر 2025، والتي شملت دولاً أوروبية مهمة مثل فرنسا وإسبانيا.

وبمعزل عن الأسباب التي دفعت هذه الدول للاعتراف بدولة فلسطين، سواء كانت في سياق كسب التأييد الشعبي الداخلي لحكومات هذه الدول، أم بهدف المناكفة مع إدارة ترامب، يبقى الثابت أن هذا المكتسب السياسي المعنوي ما كان ليحصل لولا المعركة المفتوحة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها الأخيرة.

أيضاً، من المتوقع أن تزداد عملية التطبيع بين إسرائيل وباقي دول الإقليم صعوبةً، بعد تنامي التهديد الإسرائيلي للأمن الإقليمي، وإبداء حكومة نتنياهو الاستعداد لتهديد جميع الدول لتثبت تفوُّقها، فتراجع مسار التقارب التركي الإسرائيلي الذي كان نشطاً قبل عملية 7 أكتوبر، كما غاب الحديث تماماً عن مستقبل التطبيع الإسرائيلي مع السعودية، خاصة بعد إقدام تل أبيب على قصف مقر حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وما نتج عنه من ردّ فعل خليجي وعربي غاضب.

النهج الإسرائيلي على مدار عامين ماضيين، دفع دولاً إقليمية مؤثرة لتجاوُز ما بينها من خلافات والتقارب مجدداً، بهدف مواجهة التهديد المشترك، والحديث هنا عن تركيا ومصر، اللتين تطورت علاقتهما إلى مرحلة إجراء مناورات مشتركة في أيلول/ سبتمبر 2025، إلى جانب التنسيق في القرن الإفريقي، وبالتالي قد نكون أمام محور إقليمي مساند للموقف الفلسطيني بعيداً عن إيران التي يجلب دورها ردّ فعل أمريكي وإقليمي سلبي على حركة حماس والقضية الفلسطينية عموماً.

على صعيد الخسائر، لا شك أن مقتل عشرات الآلاف من سكان قطاع وغزة، وجرح أضعافهم، وتهجير مئات الآلاف من سكان القطاع، وتدمير بنيته التحتية وأحيائه السكنية يُشكِّل خسارة بالغة لفلسطين على صعيد الديموغرافيا، إلى جانب ما أصاب حركات المقاومة في القطاع من ضعف في القدرات، حيث كانت تُمثّل القوة الخشنة التي تهدد إسرائيل عند الضرورة.

عموماً، ينتظر قطاع غزة استحقاق مهم وهو مصير مقترح ترامب لوقف الحرب، فمن المحتمل أن تزداد مكاسب الفلسطينيين وفصائل المقاومة حال كان تطبيق المقترح لا يتضمن اشتراط إنهاء وجود الفصائل وخاصة حماس، وإلا سنكون أمام احتمال تعميق الخسائر على حساب المكاسب.